فى وسط ظلام الليل حيث يرتفع الإحساس بما حولك ويزداد السكون و تسود نغمة الصمت . دائماً وأبداً يوجد ذلك الشعاع ذلك الشعاع الذى إستطاع أن يتسلل إلى قلب السواد من ضى قنديل صغير لا يزيد حجمه عن حجم العصفور . و السارح بخياله والمتأمل فى هذا المشهد لا بد من أن يجد أن هذا الشعاع الصغير يسلط الضوء على نسر جسده من الذهب الأبيض الناصع البياض فتلامسه قبلات الشعاع ليضئ و يلمع , وتزداد شرارة الأمل فى عينيه ليخبرنا بأن ننظر وكما لو أنه يقول لنا بصوت يصم الآذان أنا هنا ولدى ما أقوله فأسمعونى , هذا النسر الذى كان فى ما مضى يمتلك كل تلك الأرض التى اصيبت بالليل وظلامه وظلمه المنقطع النظير , هذا النسر االذى قيده الليل بظلامه وظل يجلده بسوط الظلم لمدة ثلاث عقود أو أكثر مرت كما لو أنها دهور لا تحصى , إستطاع ذلك النسر أن يكسر القيد وأن يتحول إلى أسد , أسد يزأر فيوقظ زئيره الضمائر التى ماتت من كثرة النوم فى ظلام الليل و يوقظ زئيره ذلك القنديل الصغير ليكبر و ليتمدد و يكون شمسا بألف شمس فيضئ تلك الأرض ويعلن قدوم الفجر و هروب الليل إلى المجهول , ولكنه لم يدرك أن زئيره سيوقظ كذلك النفوس الخبيثة التى لطالما توارت فى الظلال عن الانظار ونامت على تل الشهداء الذى تتخلله انهار من دماء الأسود والنسور , تلك النفوس التى بإمكانها أن تعيد الليل ليسود المشهد مرة أخرى .......
تلك النفوس التى لا يهمها مصلحة أى مخلوق طالما أنه يتعارض مع مصلحتها .
نفوس إستطاعت أن تتغلب على الأسد وتعيده هذه المرة إلى عصفور , عصفور محبوس فى قفصه المتين المصنوع من اللهب الأزرق والأشواك المسننة . وبعد أن تخلصت منه أصبحت لا تخشى أن تظهر فى ضوء النهار ولا تخشى أن يعود ذلك الأسد , ظنا منهم أنهم تخلصوا منه ووضعوا بقايا كبريائه الممزق فى هذا القفص اللعين , ظنا منهم بأنهم قطعوا جناحا الأمل و حرقوهما فى لهب القضبان و أذابوا بقاياهم فى طلقات الرصاص , أو انهم اقتلعوا قلبه الملئ بالحب والإخلاص لوطنه وأرضه و داسوا عليه بأرجلهم النجسة و رموا بقاياه لكلابهم لتنهش فى شغافه .
وظلوا يتسارعون إلى إمتلاك ذلك الشعاع ويتصارعون عليه مدمرين خلال هذا الصراع تلك الأرض الغبراء صاحبة التبر و الخيرات متناسين أمر ذلك الأسد .
فهل لذلك العصفور أن يتحول إلى نسر مجددا فيكسر ذلك القفص ويستعيد الشعاع الذى هو ملكه فيتحول إلى أسد مجددا ويقضى على تلك النفوس ويزأر فيوقظ الضمائر مرة أخرى لتعود وتعيد إلى تلك الأرض ماسبق لها من أمجاد ؟
سؤال ساد المشهد وسط دموع أمهات فقدوا الشعاع وفقدوا القلوب و أسباب الحياة ولم يبقى لهم سوى الدماء تارة على قميص أو بنطال وتارة على كراس أو علبة ألوان , ولم يبقى لى سوى الحروف التى أعبر بها عن وخزات بداخلى تكاد تقتلنى وتفجرنى , ولم يبقى لنا سوى أن ننظر إلى ذلك القفص الذى يحوى بداخله عصفور بقلب أسد , آملين أن يعود مرة أخرى .............

اسلوبك جميل جدا يا أحمد ما شاء الله تسلم ايدك بجد موضوع تحفة
ردحذفانت اجمل
ردحذف^^